Boxed Width - True/False

اخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأربعاء، 21 يونيو 2023

سبعة وسبعون .الامام علي يقضي بـ( ما قضاه عليه السلام في الفلكية)

 سبعة وسبعون .الامام علي يقضي بـ( ما قضاه عليه السلام في الفلكية)



قال ان لما عزم على لقاء القوم بصفين كما في النهج، وعن كتاب دعاء الحسين بن سعيد الأهوازي كما في المهج : اللهم رب السقف المرفوع والجو المكفوف، الذي جعلته مغيضا لليل والنهار ومجرى للشمس والقمر ومختلفاً للنجوم والسيارة وجعلت سكانه سبطاً من ملائكتك لا يسأمون من عبادتك ، ورب هذه الأرض التي جعلتها قراراً للأنام ، ومدرجاً للهوام والأنعام ، وما لا يحصى مما يرى ومما لا يرى ، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتاداً وللخلق اعتماداً ، إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي وسددنا للحق ، وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة وجنبنا من الفتنة )
قال في الهيئة والإسلام، في شرح قوله ، جعلت الجو المكفوف مغيضاً لليل والنهار . المغيض موضع يمص الماء ويبلعه ، فكأنه استعار ليلا لفظ الليل والنهار بمعنى النور والظلام، وشبه انعدام ضوء النهار في الجو ، وكذا انمحاء ظلام الليل فيه نهاراً بمص الجو وابتلاعه للظلام والضياء ، ويظهر من هذا التعبير ما استكشفه المتأخرون بآلة ( سكتر سكوب ، وغيرها ، أن الهواء أو الجو يشرب ويمص من النور ما يقتضيه
طبعه ويمج الباقي إلينا ، وقد فتح عليهم هذا الباب ألف باب من العلم ، لكن باب مدينة العلم أعني عليا قد علمه النبي الصحيحة ألف باب يفتح له كل باب ألف باب ، وربما كان هذا وأشباهه من فروع هذه الأبواب التي يستكشف الحكيم منها ألف باب ، وأيم الله إن. المتأمل في كلمات على بعد اطلاعه على فنون الفلسفة تتفجر عليه الحكمة ؛ ويصدق عندئذ من قال إن كلام على اللام دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين
انت الله حسب الآثار
ينابيع
لطائف
وقال والجو المكفوف يعني به الممنوع من الظلام مع سيان مادته الأثيرية . وقال كما في النهج وكان من اقتدار جبروته ، ان وبديع صنعته أن جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف يساً جامداً
ثم فطر منه أطباقاً ففتقها سبع سموات بعد ارتتـاقها ؛ فاستمسكت بأمره وقامت على حده ؛ وأرسى أرضاً يحملها الأخضر المتعنجر والقمقـام المسخر قد ذلّ لأمره وأذعن لهيبته ؛ ووقف الجاري منه لخشيته، وجعل جلاميدها ونشوز متونها وأطوادها ، فأرسلها في مراسيها وألزمها قرارتها فمضت رؤوسها في الهواء ، ورست أصولها في الماء ، فأنهد جبالها عن سهولها ، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع انصبابها ؛ فأشهق قلالها وأطال أنشازها وجعلها للأرض عماداً ، وآزرها فيها أوتاداً ، فسكنت على حركاتها من أن تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها ، فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها ؛ وأجمدها بعد رطوبة أكنافها فجعلها لخلقها مهادا ؛ وبسطها لهم فراشا فوق بحر لج ، راكد لا يجري وقائم لا يسري بكركرة الرياح العواصف ، وتمخضة الغمام الزوارف ، إن
في ذلك لعبرة لمن يخشى .
أقول استدل فى الهيئة والإسلام بقوله مباني فسكنت على حركاتها الخ على حركة الأرض، على أن تكون على بمعنى مع ، قلت مجيء
على بمعنى مع في لغة العرب كثير كقوله تعالى : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) وكقوله تعالى : ( ويطعمون الطعام
على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ) ، وكما في قول الشاعر :
لو أن حاتماً على جوده ما جاد بالماء حاتم وقال في قوله أو تسيخ بحملها إن لسبب نصب الجبال فيها
يصان ما عليها من الغوص فيها - وابتلاعها إياه بسبب ثقله ومرونتها وقال في قوله أو تزول عن مواضعها يظهر لي منه تحرك الأرض في مدار مخصوص ، فإن الأرض عند المتأخرين لها مواضع لا تحصى ، ولكنها جميعاً في مدار معين بإزاء البروج الاثني عشر ، فيتم على هذا تفسير قوله على حركتها بحركة الأرض السنوية ، وأن الجبال وعروقها هي الحافظة لهيئة أجزاء الأرض المانعة من تفرقها واضطرابها وزوالها عن مواضعها المخصوصة في فلكها المخصوص وأما على القول بالسكون كما عليه المتقدمون فلا يتم هذا الكلام الكامل ، إذ الجسم لا يكون ذا موضع بتحركه الانتقالي والساكن ذو موضع واحد (الخ).
إلا
وقال في قوله سن من خطبة أخرى وعدل حركاتها بالراسيات من
صلا ميدها ، إن حكماء عصرنا يذكرون لكرة الأرض خمس حركات مختلفة وهي المشهور ؛ وحكى فلكس ورنه عنهم القول بأحد عشر حركة وقد انتخبت من كتبهم حركات ثمانية ، ثم عدها بحركته المحورية والحركة الشتوية والحركة الإقبالية وحركة نقطتي الأوج والحضيض وحركة تقويم الاعتدالين الربيع والخريف ، وحركة الارتعاش الشمسى ، وبحركة التبعية ، ومن أراد تفصيلها فليرجع إليه
وقال في خطبة الأشباح في صفة السماء كما فيه أيضاً ونظم بلا تعليق رهوات فرجها ولاصم صدوع انفراجها ، ووشج بينها وبين أزواجها ، وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها
ناداها بعد إذ هي دخان فالتحمت عرى أشراجها ؛ وفتق بعد الارتياق صوامت أبوابها وأقام رصداً من الشهب الثواقب على نقابها وأمسكها من أن تمور في خراق الهواء بائدة ، وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره ، وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها وقمرها ممحوة من ليلها فأجراهما في مناقل مجراهما وقد سيرهما في مدارج درجيهما ليميز بين الليل والنهار بهما وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما ، ثم علق في جوها فلكها وناط بها زينتها من خفيات درابها ومصابيح كواكبها ؛ ورمى مسترق السمع بثواقب شهبها وأجراها على إذلال تسخيرها من ثبات ثابتهـا ومسير سائرهـا وهبوطها وصعودها ونحوسها وسعودها
قلت نقتصر في شرح قوله ان وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها وقمرها ممحوة من ليلها «الخ ) بكلام عترته فإنه منهم أحلى . قال
من
الصادق ان فكر يا مفضل في طلوع الشمس وغروبها لإقامة دولتي النهار والليل فلولا طلوعها لبطل أمر العالم كله فلم يكن الناس يسعون في معايشهم ويتصرفون في أمورهم ؛ والدنيا مظلمة عليهم ، ولم يكونوا يتهنئون بالعيش مع فقدهم لذة النور وروحه ، والإرب ظاهر مستغن بظهوره عن الإطناب وذكره والزيادة في شرحه ؛ بل تأمل المنفعة في غروبها فلولا غروبها لم يكن للناس هدء ولا قـرار مع عظم حاجتهم إلى الهدوء والراحة لسكون أبدانهم وجموم حواسهم وانبعاث القوة الهاضمة لهضم الطعام وتنفيذ الغذاء إلى الأعضاء، ثم كان الحرص سيحملهم من مداولة العمل ومطاولته على ما يعظم نكايته في أبدانهم ؛ فإن كثيراً من الناس لولا جثوم هذا الليل لظلمته عليهم لم يكن لهم هذه ولا قرار حرصاً على الكسب والجمع والادخار ؛ ثم كانت الأرض ستحمى بدوام الشمس بضيائها ويحمي كل ما كان عليها من حيوان ونبات فقدرها الله بحكمته وتدبيره تطلع وقتاً وتغرب وقتاً بمنزلة سراج يرتفع لأهل البيت تارة ليقضوا حوائجهم ثم يغيب عنهم ،
مثل ذلك ليهدءوا ويقروا . فصار النور والظلمة
مع
تضادهما منقادين على ما
فيه صلاح العالم وقوامه
ثم فكر بعد هذا في ارتفاع الشمس وانحطاطها لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السنة وما في ذلك من التدبير والمصلحة ففي الشتاء تعود الحرارة في الشجر والنبات فيتولد فيهما مواد الثمار ويستكشف الهواء فينشأ منه السحاب والمطر وتشتد أبدان الحيوان وتقوى ، وفي الربيع تتحرك وتظهر المواد المتولدة في الشتاء فيطلع النبات وتنور الأشجار ويهيج الحيوان للفساد وفي الصيف يحتدم الهواء فتنضج الثمار وتتحلل فضول الأبدان ويجف وجه الأرض فيتهيأ للبناء والأعمال ، وفي الخريف يصفو الهواء وترتفع الأمراض وتصح الأبدان ويمتد الليل ويمكن فيه بعض الأعمال لطوله ويطيب الهواء فيه إلى مصالح أخرى إلى أن قال - : استدل بالقمر ففيه دلالة تستعملها العامة في معرفة الشهور ولا يقوم عليه حساب السنة لأن دوره لا يستوفي الأزمنة الأربعة ونشوء الثمار وتصرفها ولذلك صارت شهور القمر وسنوه تتخلف عن شهور الشمس وسنيها وصار الشهر من شهور القمر ينتقل فيكون مرة في الشتاء ومرة في الصيف
الأعمال
فكر في إنارته في ظلمة الليل والإرب في ذلك ، فإنه مع الحاجة إلى الظلمة لهدء الحيوان وبرد الهواء على النبات لم يكن الصلاح في أن يكون الليل ظلمة داجية لا ضياء فيها فلا يمكن فيه شيء من العمل لأنه ربما احتاج الناس إلى العمل في الليل لضيق الوقت عليهم في تقصي بالنهار أو لشدة الحر وإفراطه فيعمل في ضوء القمر أعمالاً شتى كحرث الأرض وضرب اللبن وقطع الخشب وما أشبه ذلك ، فجعل ضوء القمر معونة للناس على معايشهم إذا احتاجوا إلى ذلك وأنساً للسائرين ، وجعل طلوعه في بعض الليل دون بعض ونقص ذلك من نور الشمس وضيائها مع
لكيلا تنبسط الناس في العمل انبساطهم بالنهار ويمتنعوا من الهدء والقرار
فيهلكهم ذلك ، وفي تصرف القمر خاصة في مهله ومحاقه وزيادته ونقصانــه وكسوفه من التنبيه على قدرة خالقه المصرف له هذا التصريف لصلاح العالم ما يعتبر فيه المعتبرون
وكذلك في شرح قوله من من ثبات ثابتها ومسير سائرها فبعضها لا يفارق مراكزها من الفلك ولا تسير إلا مجتمعة وبعضها متنقل في البروج ويفترق في مسيرها فكل واحد منها يسير سيرين مختلفين أحدهما عام مع الفلك نحو المغرب والآخر لنفسه نحو المشرق كالنملة التي تدور على الرحى فالرحى تدور ذات اليمين والنملة تدور ذات الشمال والنملة تتحرك تلك الحركتين إحداهما بنفسها فتتوجه أمامها والأخرى مستكرهة مع الرحى تجذبها إلى خلفها ، فاسأل الزاعمين أن النجوم صارت على ما هي عليه بالإهمال من غير عمد ولا صانع لها ، ما منعها كلها أن تكون راتبة أن تكون كلها متنقلة ، فإن الإهمال معنى واحد إلى أن قال ، قال قائل صار بعض النجوم راتباً وبعضها متنقلاً . قلنا إنها لو كانت كلها راتبة لبطنت الدلالات التي يستدل بها من تنقل المتنقلة ومسيرها في كل برج من البروج كما قد يستدل على أشياء مما يحدث في العالم بتنقل الشمس والنجوم في منازلها ، ولو كانت كلها متنقلة لم يكن لمسيرها منازل تعرف ولا يوقف عليه لأنه إنما يوقف بمسير المنتقلة منها بتنقلها في البروج الراتبة كما يستدل على سير السائر على الأرض بالمنازل التي يجتاز عليها ، ولو كان تنقلها بحال واحدة لاختلط نظامها وبطلت المآرب فيها ولساغ لقائل أن يقول : إن كينونتها على حال واحدة لوجب عليها الإهمال من الجهة التي وصفنا ففي اختلاف سيرها وتصرفها وما في ذلك من المآرب والمصالح أبين دليل على العمد والتدبير فيها .
رسم
وقال السروي قال سعيد بن جبير دهقان استقبل أمير المؤمنين من المدائن فقال تناحست النجوم الطالعات وتناحست السعود بالنحوس فإذا
كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء ويومك هذا يوم صعب قد اقترن فيه كوكبان ، وانكفى فيه الميزان ، وانقدح من برجك النيران وليس لك بمكان ، فقال انت أيها الدهقان المنبىء بالآثار ، المخوف من ما ذان البارحة صاحب الميزان ؛ وفي أي برج كان ، صاحب السرطان وكم طالع من الأسد والساعات في الحركات ، وكم بين السراري والدراري ، قال سأنظر في الاسطرلاب فتبسم مال وقال يا ويلك يا دهقان أنت مسير الثابتات ، أم كيف تقضي على الجاريات ، وأين ساعات الأسد من المطالع ؛ وما الزهرة من التوابع والجوامع ؛ وما دون السراري المحركات ، وكم قدر شعاع النيرات ؛ وكم التحصيل بالغدوات ، فقال لا علم لي بذلك فقال ان هل نتج علمك أن انتقل بيت ملك الصين واحترقت دور الزنج وحمد بيت نار فارس و انهدمت منارة الهند وغرقت سراندیب وانقض حصن الأندلس - إلى أن قال - : قال ان البارحة سعد سبعون ألف عالم وولد في كل عام سبعون ألفاً والليلة يموت مثلهم وهذا منهم - وأومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي - وكان جاسوساً للخوارج في عسكره ، فظن أنه يقول خذوه فأخذ بنفسه فمات ؛ فخر الدهقان ساجداً إلى أن قال - : قال نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك ، أما قولك انقدح من برجك النيران فكان الواجب أن تحكم به لي لا عليّ ، أما نوره وضياؤه فعندي ، وأما حريقه ولهبه فذهب عني وهذه مسألة عميقة إحسبها إن كنت حاسباً ، فقال الدهقان أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك
علي ولي الله
ما
قلت قوله ان في الخبر ، وما الزهرة من التوابع والجوامع ذكر في الهيئة والإسلام له شرحاً فقد اشتهر بين المتأخرين إطلاق التوابع على الأقمار من جهة أنها تابعة في السير للكرات السيارة وفي المولد أيضا على ما يقولون كمتابعة السيارات للشموس ، وقد يصفون الشموس بالجوامع نظراً إلى أنها هي الجامعة بنظامها شمل السيارات والحافظة بجذبها بناتها عن
الشتات ، ويعتقدون توسط عنوان السيارات بين عنوان الاقمار التابعة وبين عنوان الشموس الجامعة وأن السيارات بنات الجوامع وأمهات التوابع ومجذوبات لتلك وجاذبات لهذه وهكذا في أكثر الجهات ترتبط السيارات مع الجوامع والتوابع ويتوسط بينهما في السير والجذب وفي التكوين وفي
الحجم وفي غير ذلك . قال وعلى هذا يتضح معنى قوله وما الزهرة الخ
أي وما نسبة عنوان سيارة الزهرة من عنوانيهما قال ولو كان سرسفيل عالماً بالهيئة العصرية لقال نسبة عنوانها هي التوسط بين التوابع والجوامع أى أن نسبة الأقمار إلى السيارات كنسبة السيارات إلى الشموس كما فصلناه وبناء على هذا يكون المقصود من ذكر الزهرة مطلق السيارات وكلها وإنما خص الزهرة بالذكر لكونها أظهر أفراد السيارات لدى الحواس وأعرفها بين
الناس
.
وقال أيضاً في قوله البارحة سعد سبعون ألف عالم إلى قوله لا والليلة يموت مثلهم هذا الإحصاء قريب من الإحصاءات الأخيرة
في عصرنا على ما قاله الفاضل جورجي من صفحة ٦٦٨ من
جورجي زيدان
.
أهلة
سنة ( ۱۳۱٥) إنه يموت على وجه أرضنا كل ليلة تسعون ألفاً الخ وقال الرضي قال له بعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج إن سرت يا أمير المؤمنين في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم ، فقال لن أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، وتخوف من الساعة التى من سار فيها حاق به الضر فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه ، وينبغي في قولك للعامل بأمرك نال فيها النفع
وأمن فيها الضر . ثم أقبل على الناس فقال :
أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر ، فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر
والكافر في النار سيروا على اسم الله
أقول المستفاد من كلامه وكلام المعصومين من عترته بال أن النجوم
علامات لا مؤثرات بالذات ويدفع أثرها بالتضرع إلى مبدعها ومسخرها ومدبرها والتوسل إليه بالصدقات والقربات، ففي خبر ابن سبط عن الصادق قال كان بيني وبين رجل قسمة أرض وكان الرجل صاحب نجوم وكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أما في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال ما رأيت كاليوم قطّ ، قلت وما ذاك ؟ قال إني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين فقلت ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي قال : قال رسول الله من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عن نحس يومه ، ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع عنه نحس ليلته وإني افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من علم
النجوم . قلت ومن جرى عليه تقدير من الله تعالى لا ينفعه أخبار المنجم له بذلك ولا يدفع تدبيره ولا يغني علمه عنه من الله شيئاً ، فقد عرف المنجمون فرعون أن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبب هلاكه فذبح الأنبياء واستحيى النساء لدفع ذلك فأرغم الله أنفه حتى رباه بنفسه ، وكذلك نمرود ، وكذلك أراد الحسن بن سهل دفع البلاء عن أخيه الفضل بالنجوم فقال ياسر الخادم لما عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج معه الفضل بن سهل ذو الرياستين وخرجنا مع أبي الحسن الرضا فورد على الفضل بن سهل كتاب من أخيه الحسن ونحن في بعض المنازل إني نظرت في تحويل السنة فوجدت فيه أنك نذوق في شهر كذا وكذا يوم الأربعاء حرّ الحديد وحرّ النار وأرى أن تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا
الحمام في هذا اليوم وتحتجم وتصب على بدنك الدم ليزول عنك نحسه فكتب الفضل إلى المأمون بذلك وسأله أن يسأل أبا الحسن فيه
فأجابه لست بداخل الحمام غداً فأعاد عليه الرقعة مرتين فكتب إليه أبو الحسن : لست بداخل الحمام غداً فإني رأيت رسول الله في هذه الليلة فقال لي يا علي لا تدخل الحمام غداً فلا أرى لك يا أمير المؤمنين ولا للفضل أن تدخل الحمام غداً ؛ فكتب إليه المأمون صدقت يا أبا الحسن وصدق رسول الله لست بداخل الحمام غداً والفضل أعلم . قال ياسر فلما أمسينا وغابت الشمس قال لنا الرضا قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلما صلى الرضا الصبح قال لي اصعد السطح فاستمع هل تجد شيئاً فلما صعدت سمعت الصيحة وكثرت وزادت فلم نشعر بشيء فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان من داره إلى دار الرضا وهو يقول يا سيدي أجرك الله في الفضل فإنه دخل الحمام ودخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه وأخذ ممن دخل عليه ثلاثة نفر أحدهم ابن خالة الفضل ابن ذي القلمين . واجتمع الجند والقواد ومن كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هو اغتاله وشنعوا عليه وطلبوا بدمه وجاءوا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون للرضا يا سيدي ترى أن تخرج إليهم وترفق بهم حتى يتفرقوا فركب الرضا وقال لي يا ياسر اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس وقد ازدحموا عليه فقال لهم بيده تفرقوا فأقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض وما أشار إلى أحد إلا ركض ومضى
لوجهه
وكان فيما عمل من مولد المأمون أنه يموت في الموضع المعروف بالرقة فكان يحيد عن المقام بمدينة الرقة في بلاده فراراً من الموت فلما غزا الروم مات في الرقة الروم فقال أبو سعيد المخزومي هل رأيت النجوم أغنت عن المأمون شيئاً وملكه المأنوس : مثل ما خلفوا أباه بطوس خلفوه بعرصتي طرسوس وكان جعفر البرمكي لما استشعر إرادة هارون نكبتهم
أخذ
الاصطرلاب ليختار وقتاً جيداً للقاءه فسمع هاتفاً يقول :
يدبر النجوم وليس يدري
ورب النجم يفعل ما يريد
فألقى الاصطرلاب وركب إليه فقضي ما قدر
وتقدم في الفصل الحادي عشر أنه سئل عن العالم العلوي فقال صور عارية عن المواد عارية عن القوة والاستعداد تجلى لها فأشرقت وطالعها فتلالات وألقى في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله . الخبر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات