Boxed Width - True/False

اخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الجمعة، 16 يونيو 2023

ثلاثة وسبعون .الامام علي يقضي بـ(فيما بيّن عليه السلام من علم الصرف والنحو واللغة والعلوم الأدبية )

 ثلاثة  وسبعون   .الامام علي يقضي بـ(فيما بيّن عليه السلام من علم الصرف والنحو واللغة والعلوم الأدبية )


الفصل الرابع عشر
فيما بيّن عليه السلام من علم الصرف والنحو واللغة والعلوم الأدبية
نقل الحموي في أدبائه عن أمالي الزجاج عن الطبري صاحب المازني عن السجستاني عن الخضري عن سعيد بن سلمة الباهلي عن أبيه عن جده عن أبي الأسود أو عن ابنه قال دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من فرأيته مطرقاً مفكراً فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال إني سمعت ببلدكم لحناً فأردت أن أضع كتاباً في أصول العربية فقلت إن فعلت هذا يا أمير المؤمنين أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة ، ثم أتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم والكلام كله اسم ، وفعل ، وحرف ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف
والاسم ما أنبأ عن المسمى ،
ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل
ثم قال لي تتبعه وزد فيه ما وقع لك ، واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة : ظاهر ، ومضمر ؛ وشيء ليس بظاهر ولا مضمر ، قال فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه ، وكان من ذلك حروف النصب فكان منها إن وأن ؛ وليت ، ولعل ، وكان ولم أذكر لكن ، فقال لي لم تركتها ؟ فقلت لم أحسبها منها ، فقال بل هي منها فزدها فيها .
قال الزجاج قوله : ظاهر ، ومضمر ، وشيء ليس بظاهر ولا
مضمر ، فالظاهر : رجل ، وفرس ؛ وزيد وعمرو وما أشبه ذلك ، والمضمر نحو : أنا وأنتِ ، والتاء في فعلت ، والياء في غلامي ، والكاف في ثوبك ، وما أشبه ذلك ، وأما الشيء الذي ليس بظاهر ولا مضمر فالمبهم نحو : هذا ، وهذه ، وهانا ، ونا، ومن ، وما ، والذي ، وأء ، وكم ، ومتى ، وأين ، وما أشبه ذلك هذا الصرف والنحو ، وأما اللغة فقال شيخنا
المفيد ورووا أن أبا بكر سئل عن قوله تعالى : ( وفاكهة وأبا ) .
فلم يعرف معنى ( الأب ) من القرآن ، فقال : أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع إن قلت في كتاب الله تعالى بما لا أعلم ، أما الفاكهة فنعرفها وأما الأب فالله أعلم به
فبلغ أمير المؤمنين مقالته في ذلك ؛ فقال يا سبحان الله أما علم أن الأب هو الكلاء والمرعى وأن قوله تعالى : ( وفاكهة وأبا ) اعتداد من الله تعالى بإنعامه على خلقه بما غذاهم به وخلقه لهم ولأنعامهم ما تحيى به أنفسهم وتقوم به أجسادهم
وسئل أبو بكر عن الكلالة فقال أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، فبلغ ذلك علي الندم فقال ما أغناه عن الرأي في هذا المكان أما علم أن الكلالة هم الإخوة والأخوات من قبل الأب والأم ومن قبل الأب على انفراده ومن قبل الأم على حدتها قال الله
عزّ وجلّ :
يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امراً هلك ليس له ولد وله
أخت فلها نصف ما ترك) .
وقال عزّ من قائل :
وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد
منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث ) .
قلت فالكلالة في الآية الأولى تعم الأخت للأبوين وللاب فقط حيث اجمعت الأمة أنهما ترثان النصف، وفي الآية الثانية تختص بالأخ أو الأخت للام فقط . فأجمع على أن التفصيل بين السدس والثلث في الأم وحينئذ فالكلالة منصوصة في القرآن والقول بالرأي فيما لم يكن منصوصاً ولذا قال ما أغناه عن الرأي في هذا المكان .
قلت وكما لم يفهم الرجل معنى الأب والكلالة كذلك لم يفهم معنى البضع روى الطبري مسنداً عن عكرمة أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى أذرعات بها التقوا فهزمت الروم فبلغ ذلك النبي م وأصحابه
الأرض يوم
وهم بمكة فشق ذلك عليهم وكان النبي ما يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم وفرح الكفار بمكة وشمتوا فلقوا أصحاب النبي فقالوا إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون. وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فأنزل الله ( ألم غلبت الروم - إلى قوله - وهم عن الآخرة هم غافلون ) فخرج أبو بكر الصديق إلى الكفار فقال أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا فلا تفرحوا ولا يقرن الله عليكم أعينكم فوالله ليظهرن الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا فقام إليه أبي بن خلف الجمحي فقال كذبت يا ابا فصيل فقال له أبو بكر أنت أكذب يا عدو الله تعال نجعل عشر قلائص مني وعشر قلائص منك فإن ظهرت الروم على فارس غرمت وإن ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين . ثم جاء أبو بكر إلى النبي فأخبره فقال ما هكذا ذكرت إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع فرائده في الخطر وماره في الأجل فخرج أبو بكر فلقي ابيا فقال لعلك ندمت قال لا تعال أرايدك في الخطر وأمارك في الأجل فاجعلها مائة قلوص إلى تسع
سنين قال قد فعلت
قلت ولاحتمال البضع من الثلاث إلى التسع اختلف في عدة اصحاب بدر لأن الأولين قالوا إنهم كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر فقال بعض من تأخر إنهم كانوا ثلاثمائة
وثلاثة عشر وبعضهم وأربعة عشر وبعضهم وثمانية عشر .
قلت وكما أنه في معنى الثلاث إلى التسع كذلك له حكم الثلاثة إلى العشرة انفراداً وتركيباً مع العشرة تقول بضع سنين وبضعة أعوام وبضع عشرة حجة وبضعة عشر عاماً ثم إن ابن دريد في الجمهرة والجوهري في الصحاح قالا يختص تركيبه بالعشرة فلا يقال بضع وعشرون وعن أبي زيد
جوازه
قلت والنيف وهو بالتشديد والتخفيف لا يذكر منفرداً بل مع العشرة وما فوقها لأن كل ما زاد على العقد فهر نيف حتى يبلغ العقد الثاني ويعطف على العقد ملصقاً يقال عشر ونيف وعشرون ونيف والبضع قد عرفت أنه يتركب مع العشرة فيقال بضعة عشر ومع الزائد عند مجوزيه يعطف العقد عليه فيقال بضع وعشرون .
قلت وفي معنى الأعداد أيضاً المقيدة وهو اسم لكل مائة كما أن الأقرع نعت لكل ألف ، هذا وكما لم يفهم الرجل معنى ألفاظ لغته لم يفقه احكام شريعته الواضحة التي يعلمها كل أحد لجواز نكاح بنت الأخ الديني
غير النسبي روى الطبري مسنداً عن عائشة في حديث إرسال النبي ماذا حولة امرأة عثمان بن مظعون لخطبتها - إلى أن قال - : فقالت يا أبا بكر أدخل إليه عليك من الخير والبركة أرسلني رسول الله أخطب عليه عائشة قال وهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه فرجعت إلى رسول الله فقالت له ذلك فقال ارجعي إليه فقولي له أنت أخي في الإسلام وأنا أخوك وابنتك تصلح لي . الخبر . ولعمر الله إنه مما وضعوه ليكون منقبة لصديقهم وابنته
إلا أن الله تعالى يخزيهم حتى تعود تلك المنقبة مثلبة وإلا فهذا توهم لا أحد فهل قال أبو بكر إن المسلمين لا يجوز لهم نكاح بنات
يتوهم
المسلمين ولا يحل لهم غير بنات الكفار .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات