اربعة و ستون .الامام علي يقضي بـ(سئل عن رجل بعثة معاوية   )

الرابع والثلاثون : أيضاً عن أبي عمير عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن الباقر ان وعنه وعن أبي الجارود عن الحارث الأعور قال بينا أمير المؤمنين انت في الرحبة والناس عليه متداكون فمن بين مستفت ومستعد إذ قام رجل فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فنظر إليه علي انت بعينيه تينك العظيمتين ثم قال وعليك السلام

ورحمة الله وبركاته من أنت ؟ قال رجل من رعيتك وأهل بلادك قال ما أنت من رعيتي وأهل بلادي ولو سلمت علي يوماً واحداً ما تخفيت عني - إلى أن قال : فقال أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلاً أسألك عن أمر بعث به إليه ابن الأصفر يسأله عنه ويقول :

إن كنت أنت القيم بهذا الأمر والخليفة بعد محمد فأخبرني بهذه

الأشياء فإنك أن أخبرتني اتبعتك أو بعثت إليك بالجزية .

فلما أتاه الرسول لم يكن عنده جواب وقد غمه ذلك واقلقه في بعثني إليك متغفلاً لك أسألك عنها

قال وما هي ؟ قال كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وعن هذه المجرة ؟ وعن قوس قزح ؟ وعن المحو الذي في القمر ؟ وعن أول شيء انفتح على وجه الأرض ؟ وعن أول شيء اهز عليها ؟ وعن العين | تأوي إليها أرواح الكفار ؟ وعن المؤنث ؟ عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ؟

فقال إن قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتزوجها حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وأضاعوا أيامي ودفعوا حقي وأجمعوا على منازعته ؛ علي بالحسن والحسين ومحمد ، فجاءوا إليه فقال يا أهل الشام هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فاسأل أيهم شئت

فقال الشامي أسأل هذا ذا الوفرة، يعني الحسن - إلى أن قال : فقال مالك وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء ومنها هبط الماء المنهمر وأما قوس قزح فإنه اسم شيطان هو قوس الله وأمان من الغرق، وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله تعالى وهو قوله : ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار ، وأما أول مبصرة ( وأما أول شيء انفتح على وجه الأرض فهو وادي ذئاب ،

شيء اهتز على وجه الأرض فهي النخلة ، وأما العين التي تأوي إليها أرواح المسلمين فهي عين يقال لها سلمى ، وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكفار فهي عين يقال لها برهوت - إلى أن قال : وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فاشد خلقه الله الحجر وأشد من الحجر الحديد يقطع شيء به الحجر وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الرياح وأشد من الرياح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت: الموت وأشد من الموت أمر الله رب العالمين فقال الشامي أشهد أنك ابن رسول الله وأن علياً وصي محمد وأولى الأمر من معاوية ، قال ثم كتب هذه الأشياء له فذهب بها إلى معاوية وبعثها معاوية إلى ابن الأصفر فلما أننه كتب إلى معاوية : أشهد أنها ليست

من عندك وما هي إلا من معدن النبوة وموضع الرسالة