عالم المعرفة موقع يهتم في اخر الاخبار وارباح الانترنت وافضل المواقع شروحات علمية طرق واجهزت كشف الذهب معلومات قيمة وجديدة وحصرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأحد، 2 نوفمبر 2025

 جبل عامر.. أرض الذهب والصراع في غرب السودان




يُعد جبل عامر، الواقع شمال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدًا من أغنى مناطق السودان بالذهب، إذ تحوّل منذ عام 2012 إلى وجهة رئيسية للباحثين عن الثراء السريع بعد اكتشاف مخزون ضخم من المعدن النفيس فيه.
شهدت المنطقة صراعات قبلية عنيفة بين قبيلتي بني حسين والرزيقات عامي 2013 و2014 للسيطرة على المناجم، قبل أن تخضع لاحقًا لسيطرة مليشيا الجنجويد، ثم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ عام 2017. ومن خلال شركة الجنيد التابعة لعائلة دقلو، أصبحت مناجم جبل عامر مصدرًا مهمًا لتمويل قوات الدعم السريع، قبل أن تعلن الشركة عن تسليمها للحكومة عام 2021 في خطوة أثارت جدلًا واسعًا.
الموقع والأهمية
يقع جبل عامر في محلية السريف، على بُعد نحو 100 كيلومتر شمال مدينة الفاشر. وقد تم اكتشاف الذهب السطحي فيه عام 2012 في إطار البحث عن بدائل اقتصادية بعد فقدان السودان لنحو 75% من عائداته النفطية عقب انفصال الجنوب عام 2011.
السكان والنشاط الاقتصادي


كانت المنطقة تقطنها مجموعات رعوية من قبيلة الرزيقات، إلى جانب قرى لقبيلة بني حسين التي تعد من أبرز القبائل العربية في دارفور. ومع اكتشاف الذهب، تدفق آلاف العمال من مختلف أنحاء السودان ومن دول أفريقية مجاورة مثل تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى، مما حول المنطقة إلى مركز تجاري نشط خارج سيطرة الحكومة.
تولت قبيلة بني حسين إدارة عمليات التعدين وتأجير المعدات، كما أسست مشروعات خدمية في محيط المناجم، في حين ظلت الأنشطة الاقتصادية هناك بعيدة عن الرقابة الرسمية.
الصراع القبلي
أدى التنافس على موارد جبل عامر إلى اندلاع نزاع دموي بين بني حسين والرزيقات في يناير/كانون الثاني 2013، وأسفر عن عشرات القتلى ونزوح الآلاف، قبل توقيع اتفاق هش لوقف القتال. غير أن الاشتباكات تجددت منتصف العام نفسه عندما هاجمت مليشيات الرزيقات قرى بني حسين، مما أدى إلى تهجير واسع للسكان.
واتهم شيوخ بني حسين الحكومة المركزية آنذاك بدعم الرزيقات بالأسلحة والمركبات، بعدما رفضت القبيلة السماح بدخول الجيش إلى المنطقة.
من سيطرة الجنجويد إلى الدعم السريع
بعد إضعاف قبيلة بني حسين، بسط موسى هلال، زعيم المحاميد من قبيلة الرزيقات وأحد مؤسسي مليشيا الجنجويد، سيطرته على مناجم جبل عامر بمساعدة مجموعات مسلحة قبلية. لكن علاقته بنظام الرئيس السابق عمر البشير توترت لاحقًا بعد رفضه دمج قواته ضمن الدعم السريع.
في عام 2017، شنّت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي هجومًا على معاقل هلال واعتقلته مع عدد من أفراد عائلته، لتصبح السيطرة على جبل عامر بيد قوات الدعم السريع التي استغلت الذهب لبناء نفوذ مالي وسياسي واسع.
ومن خلال شركة الجنيد التي يديرها عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، تم استثمار مناجم الذهب لصالح قوات الدعم السريع، ما منحها استقلالًا اقتصاديًا ساعدها في تعزيز مكانتها داخل السودان وخارجه.
تسليم المنجم للحكومة
في يناير/كانون الثاني 2021، أعلنت وزارة الطاقة والتعدين في الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك تسلمها مناجم جبل عامر بعد تنازل شركة الجنيد عنها. إلا أن تقارير صحفية كشفت لاحقًا عن شبهات صفقة مالية ضخمة تضمنت حصول الشركة على تعويضات تقدر بنحو 50 مليون دولار، وحصة في شركة “سودامين” الحكومية، إضافة إلى امتيازات ضريبية.
وأثيرت تساؤلات حول القيمة الحقيقية للمخزون المتبقي في المنجم وجدوى استخراجه بعد سنوات من التعدين المكثف.
الإنتاج والتهريب
وفق تقديرات غير رسمية، يُنتج جبل عامر نحو 50 طنًا من الذهب سنويًا، بينما تشير تقارير إلى أن معظم الكميات تم تهريبها إلى خارج السودان دون المرور عبر البنك المركزي. وخلال فترة سيطرة شركة الجنيد (2017 – 2021)، كان إنتاجها الشهري يتراوح بين 30 و40 كيلوغرامًا من الذهب.
ورغم ثراء المنطقة، فإن العائدات لم تنعكس على حياة سكانها، بل تسببت صراعات السيطرة على المنجم في تدهور الأوضاع الإنسانية ونزوح الآلاف، مما جعل جبل عامر رمزًا للتناقض بين الثروة الطبيعية الهائلة والمعاناة البشرية المستمرة.




المصدر: الصحافة السودانية + رويترز


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات